الزيارة الجامعة الكبيرة

قال الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام :

إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين أي قُل : ( أَشْهَدُ أنْ لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : ( اَللهُ أَكْبَرُ ثلاثين مرة ) ، ثم امشِ قليلاً وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثم قف وكبر الله عزّ وجل ( ثلاثين مرة ) ، ثم ادنُ من القبر وكبر الله ( أربعين مرة ) تمام مئة تكبيرة ،

ثم قل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ المَلائِكَةِ ، وَمَهْبِطَ الوَحْيِ ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ ، وَخُزَّانَ العِلْمِ ، وَمُنْتَهَى الحِلْمِ ، وَأُصُولَ الكَرَمِ ، وَقادَةَ الأُمَمِ ، وَأَوْلِياءَ النِّعَمِ ، وَعَناصِرَ الأَبْرَارِ ، وَدَعائِمَ الأَخْيَارِ ، وَساسَةَ العِبَادِ ، وَأَرْكانَ البِلادِ ، وَأَبْوَابَ الإِيمانِ ، وَأُمَناءَ الرَّحْمنِ ، وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ ، وَصَفْوَةَ المُرْسَلِينَ ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ العالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . اَلسَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدى ، وَمَصابِيحِ الدُّجى ، وَأَعْلامِ التُّقَى ، وَذَوِي النُّهى ، وَأُولِي الحِجَى ، وَكَهْفِ الوَرَى ، وَوَرَثَةِ الأَنْبِياءِ ، وَالمَثَلِ الأَعْلى ، وَالدَّعْوَةِ الحُسْنى ، وَحُجَجِ اللهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالأُولى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . اَلسَّلامُ عَلى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ ، وَأَوْصِياءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إِلَى اللهِ ، وَالأَدِلاَّءِ عَلى مَرْضاتِ اللهِ ، وَالمُسْتَقِرِّينَ في أَمْرِ اللهِ ، وَالتَّامِّينَ في مَحَبَّةِ اللهِ ، وَالمُخْلِصينَ فـي تَوْحيدِ اللهِ ، وَالمُظْهِرينَ لأَِمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، وَعِبادِهِ المُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . اَلسَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الدُّعاةِ ، وَالقادَةِ الهُداةِ ، وَالسَّادَةِ الوُلاةِ ، وَالذَّادَةِ الحُماةِ ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ وَأُولِي الأَمْرِ ، وَبَقِيَّةِ اللهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . أَشْهَدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، كَما شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ ، وَأُولُو العِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ ، لا إِلـهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ المُنْتَجَبُ ، وَرَسُولُهُ المُرْتَضَى ، أَرْسَلَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ . وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ ، المَعْصُومُونَ المُكَرَّمُونَ المُقَرَّبُونَ ، المُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ المُصْطَفَوْنَ ، المُطيعُونَ للهِ ، القَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ ، العامِلُونَ بِإِرادَتِهِ ، الفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ ، وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ ، وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ ، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ في أَرْضِهِ ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ ، وَأَنْصاراً لِدينِهِ ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ ، وَأَرْكاناً لِتَوْحيدِهِ ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ ، وَمَناراً في بِلادِهِ ، وَأَدِلاَّءَ عَلى صِراطِهِ ، عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً ، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ في مَرْضاتِهِ ، وَصَبَرْتُمْ عَلى مَا أَصَابَكُمْ في جَنْبِهِ ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ المُنْكَرِ ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ ، وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ ، وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ أَحْكامِهِ ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ ، وَصِرْتُمْ في ذلِكَ مِنْهُ إِلَى الرِّضَا ، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضاءَ ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى ، فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ ، وَاللاَّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ ، وَالمُقَصِّرُ في حَقِّكُمْ زاهِقٌ ، وَالحَقُّ مَعَكُمْ وَفيكُمْ وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَميراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ ، وَإِيابُ الخَلْقِ إِلَيْكُمْ ، وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ ، وَفَصْلُ الخِطابِ عِنْدَكُمْ ، وَآياتُ اللهِ لَدَيْكُمْ ، وَعَزائِمُهُ فيكُمْ ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ ، وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ . مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالَى اللهَ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَ اللهَ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهَ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ . أَنْتُمُ الصِّراطُ الأَقْوَمُ ، وَشُهَداءُ دارِ الفَنَاءِ ، وَشُفَعاءُ دارِ البَقَاءِ ، وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ ، وَالآيَةُ المخْزُونَةُ ، وَالأَمانَةُ المحْفُوظَةُ ، وَالبابُ المُبْتَلى بِهِ النَّاسُ . مَنْ أَتاكُمْ نَجا ، وَمَنْ لَمْ يَأتِكُمْ هَلَكَ ، إِلَى اللهِ تَدْعُونَ ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ ، وَإِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ . سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ ، وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْواهُ ، وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْواهُ ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ ، وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ في أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيمِ . أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى ، وَجارٍ لَكُمْ فِيمَا بَقِيَ ، وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطينَتَكُمْ واحِدَةٌ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ . خَلَقَكُمُ اللهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ حَتَّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ ، فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ ، وَجَعَلَ صَلَواتِنا عَلَيْكُمْ ، وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنَا ، وَطَهارَةً لأَنْفُسِنا ، وَتَزْكِيَةً لَنَا ، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا ، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ ، وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا إِيِّاكُمْ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ ، وَأَعْلى مَنازِلِ المُقَرَّبينَ ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلينَ ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ ، وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ ، وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ ، وَلا يَطْمَعُ في إِدْراكِهِ طامِعٌ ، حَتَّى لا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلا صِدِّيقٌ وَلا شَهيدٌ ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ ، وَلا دَنِيٌّ وَلا فاضِلٌ ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ ، وَلا فَاجِرٌ طالِحٌ ، وَلا جَبَّارٌ عَنيدٌ ، وَلا شَيْطانٌ مَريدٌ ، وَلا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ ، إِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ ، وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ ، وَتَمامَ نُورِكُمْ ، وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ ، وَثَباتَ مَقامِكُمْ ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ ، وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ ، وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ . بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَأَهْلي وَمالي وَأُسْرَتي ، أُشْهِدُ اللهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ ، وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ ، مُوالٍ لَكُمْ وَلأَوْلِيائِكُمْ ، مُبْغِضٌ لأَِعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ ، مُطيعٌ لَكُمْ ، عارِفٌ بِحَقِّكُمْ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ ، مُؤْمِنٌ بِإِيابِكُمْ ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ ، مُنْتَظِرٌ لأَمْرِكُمْ ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ ، عامِلٌ بِأَمْرِكُمْ ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ ، زائِرٌ لَكُمْ ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمُكُمْ أَمامَ طَلِبَتي وَحَوائِجي وَإِرادَتي في كُلِّ أَحْوالي وَأُمُورِي ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ ، وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ ، وَمُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ ، وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ ، وَقَلْبي لَكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَرَأْيِي لَكُمْ تَبَعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يُحْيِيَ اللهُ تَعَالَى دِينَهُ بِكُمْ ، وَيَرُدَّكُمْ في أَيَّامِهِ ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ ، وَيُمَكِّنَكُمْ في أَرْضِهِ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ ، آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَمِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمينَ لَكُمُ ، الجَاحِدينَ لِحَقِّكُمْ ، وَالمَارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ ، وَالغاصِبينَ لإِِرْثِكُمُ ، الشَّاكِّينَ فيكُمُ ، المُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ ، وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ ، وَمِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ، فَثَبَّتَنِيَ اللهُ أَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوَالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ ، وَوَفَّقَني لِطاعَتِكُمْ ، وَرَزَقَني شَفاعَتَكُمْ ، وَجَعَلَني مِنْ خِيارِ مَوَالِيكُمْ ، التَّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ ، وَجَعَلَني مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ ، وَيَهْتَدي بِهُداكُمْ ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِكُمْ ، وَيَكِرُّ في رَجْعَتِكُمْ ، وَيُمَلَّكُ في دَوْلَتِكُـمْ ، وَيُشَـرَّفُ في عافِيَتِكُمْ ، وَيُمَكَّنُ في أَيَّامِكُمْ ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ . بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلي وَمالي مَنْ أَرادَ اللهَ بَدَأَ بِكُمْ ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ . مَوالِيَّ لا أُحْصـي ثَنائَكُمْ ، وَلا أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ كُنْهَكُمْ ، وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَكُمْ ، وَأَنْتُمْ نُورُ الأَخْيارِ ، وَهُداةُ الأَبْرارِ ، وَحُجَجُ الجَبَّارِ ، بِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الغَيْثَ ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ وَإِلى جَدِّكُمْ بُعِثَ الرُّوحُ الأَمينُ وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام فعوض ( وَإِلى جَدِّكُمْ ) قُل : ( وَإِلى أَخيكَ )

آتاكُمُ اللهُ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ العالَمينَ ، طَأْطَأَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ ، وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِكُمْ ، وَفازَ الفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلَى الرِّضْوانِ ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ . بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفسي وَأَهْلي وَمالي ، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرينَ ، وَأَسْماؤُكُمْ فِي الأَسْماءِ ، وَأَجْسادُكُمْ فِي الأَجْسادِ ، وَأَرْواحُكُمْ فِي الأََرْواحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ ، وَآثارُكُمْ فِي الآثارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِي القُبُورِ ، فَما أَحْلَى أَسْمَاءَكُمْ ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ ، وَأَوْفَى عَهْدَكُمْ ، وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ ، كَلامُكُمْ نُورٌ ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوَى ، وَفِعْلُكُمُ الخَيْرُ ، وَعادَتُكُمُ الإِحْسانُ ، وَسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ ، وَشَأْنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ، إِنْ ذُكِرَ الخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهاهُ . بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسي كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ ، وَأُحْصي جَميلَ بَلائِكُمْ ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَراتِ الكُرُوبِ ، وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفَا جُرُفِ الهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ . بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسي بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنَا ، وَأَصْلَحَ مَا كَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا ، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الكَلِمَةُ ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ ، وَائْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ ، وَلَكُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ ، وَالمَقامُ المَحْمُودُ ، وَالمَكانُ المَعْلُومُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالجاهُ العَظيمُ ، وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ ، وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ . رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ . رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ . سُبْحانَ رَبِّنَا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً . يا وَلِيَّ اللهِ إِنَّ بَيْني وَبيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتي عَلَيْها إِلاَّ رِضاكُمْ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ ، وَاسْتَرْعاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبي ، وَكُنْتُمْ شُفَعائي ، فَإِنِّي لَكُمْ مُطيعٌ ، مَنْ أَطاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَا اللهَ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهَ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهَ . اَللَّـهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَخْيارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ أَسْاَلُكَ أَنْ تُدْخِلَني في جُمْلَةِ العارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ ، وَفي زُمْرَةِ المَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْـمَ الوَكيلُ  .